في عمارة عسير التقليدية،
لم يكن الباب مجرد مدخل، بل كان رمزًا للهوية والذوق والمكانة الاجتماعية.
كان يُصنع يدويًا من أخشاب محلية كالطلح أو العتم،
ويُزخرف بنقوش نباتية وهندسية مستلهمة من البيئة والفن الإسلامي،
تُنفذ بدقة عالية تعكس مهارة النجار الشعبي وفهمه العميق للخامة.
تبدأ القصة باختيار الخشبفي الموسم المناسب،
ثم تشكيله في ورشة النجار الذي لا يستخدم خرائط، بل يعتمد على ذاكرته وخياله.
يُقسّم الباب إلى مساحات تُملأ بزخارف ترمز للحماية أو الخصوبة،
ويُثبت باستخدام "الشبّاح" و"الضبة الخشبية".
لم تكن الأبواب تتشابه،
بل لكل باب قصة مرتبطة بصاحب البيت أو المناسبة التي صُنع من أجلها.
بعض الأبواب نُقلت بين الأجيال، وبعضها حفظ في المتاحف،
لتبقى شاهدًا على حرفية تراثية تنبض بالذوق، والوظيفة، والجمال..